قمت بجمع بما يتعلق بالعبادة وضوابطها واقسامها وشروطها من باب التسهيل لأخوتي في الله والداعين الى الله والى توحيده ، أسأل الله لنا ولكم التوفيف .
وَ " الْعِبَادَةُ " أَصْلُ مَعْنَاهَا الذُّلُّ أَيْضًا يُقَالُ : طَرِيقٌ مُعَبَّدٌ إذَا كَانَ مُذَلَّلًا قَدْ وَطِئَتْهُ الْأَقْدَامُ . لَكِنَّ الْعِبَادَةَ الْمَأْمُورَ بِهَا تَتَضَمَّنُ مَعْنَى الذُّلِّ وَمَعْنَى الْحُبِّ فَهِيَ تَتَضَمَّنُ غَايَةَ الذُّلِّ لِلَّهِ بِغَايَةِ الْمَحَبَّةِ لَهُ. ( العبودية )
العبادة :
" الْعِبَادَةُ " هِيَ اسْمٌ جَامِعٌ لِكُلِّ مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَيَرْضَاهُ : مِنْ الْأَقْوَالِ وَالْأَعْمَالِ الْبَاطِنَةِ وَالظَّاهِرَةِ فَالصَّلَاةُ وَالزَّكَاةُ وَالصِّيَامُ وَالْحَجُّ وَصِدْقُ الْحَدِيثِ وَأَدَاءُ الْأَمَانَةِ ؛ وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ وَصِلَةُ الْأَرْحَامِ وَالْوَفَاءُ بِالْعُهُودِ وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنْ الْمُنْكَرِ . وَالْجِهَادُ لِلْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ وَالْإِحْسَانُ إلَى الْجَارِ وَالْيَتِيمِ وَالْمِسْكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَالْمَمْلُوكِ مِنْ الْآدَمِيِّينَ وَالْبَهَائِمِ وَالدُّعَاءِ وَالذِّكْرِ وَالْقِرَاءَةِ وَأَمْثَالِ ذَلِكَ مِنْ الْعِبَادَةِ . وَكَذَلِكَ حُبُّ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَخَشْيَةُ اللَّهِ وَالْإِنَابَةُ إلَيْهِ . وَإِخْلَاصُ الدِّينِ لَهُ وَالصَّبْرُ لِحُكْمِهِ وَالشُّكْرُ لِنِعَمِهِ وَالرِّضَا بِقَضَائِهِ ؛ وَالتَّوَكُّلُ عَلَيْهِ ؛ وَالرَّجَاءُ لِرَحْمَتِهِ وَالْخَوْفُ لِعَذَابِهِ وَأَمْثَالُ ذَلِكَ هِيَ مِنْ الْعِبَادَةِ لِلَّهِ . {العبودية ، ص2}
ضابط العبادة :
وضابط هذا: أن كل أمر شرعه الله لعباده وأمرهم به ففعله لله عبادة. { فتح المجيد، ج1 / 316 }
اركان العبادة
1 المحبة 2والخوف 3والرجاء
قال ابن القيم في بدائع الفوائد { ص 522 } : وقد جمع الله تعالى هذه المقامات الثلاثة بقوله أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه فابتغاء الوسيلة هو محبته الداعية إلى التقرب إليه ثم ذكر بعدها الرجاء والخوف فهذه طريقة عبادة وأوليائه وربما آل الأمر بمن عبده بالحب المجرد إلى استحلال المحرمات ويقول المحب لا يضره ذنب .
و قال أيضاً: ولهذا قال بعض السلف من عبد الله تعالى بالحب وحده فهو زنديق ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجي ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن.
باب الجمع بين الخوف والرجاء وتغليب الرجاء في حال المرض .
قال الشيخ العثيمين في شرح رياض الصالحين { ج 1 ص 523 }:
هذا الباب قد اختلف فيه العلماء هل الإنسان يغلب جانب الرجاء أو جانب الخوف فمنهم من قال: يغلب جانب الرجاء مطلقا ومنهم من قال: يغلب جانب الخوف مطلقا
ومنهم من قال: ينبغي أن يكون خوفه ورجاؤه سواء، لا يغلب هذا على هذا، ولا هذا على هذا لأنه إن غلب جانب الرجاء أمن مكر الله، وإن غلب جانب الخوف يئس من رحمة الله .
وقال بعضهم: في حال الصحة يجعل رجاءه وخوفه واحدا كما اختاره النووي رحمه الله في هذا الكتاب وفي حال المرض يغلب الرجاء أو يمحضه .
وقال بعض العلماء أيضا إذا كان في طاعة فليغلب الرجاء وأن الله يقبل منه وإذا كان عند فعل المعصية فليغلب الخوف، لئلا يقدم على المعصية .
والإنسان يجب عليه أن يكون طبيب نفسه إذا رأى من نفسه أنه أمن من مكر الله وأنه مقيم على معصية الله، ومتمن على الله الأماني فليعدل عن هذه الطريق وليسلك طريق الخوف .
الخوف والرجاء يستلزم المحبة
قال ابن تيمية في المجموع { 10 / 62 } : وَإِذَا كَانَتْ الْمَحَبَّةُ أَصْلَ كُلِّ عَمَلٍ دِينِيٍّ فَالْخَوْفُ وَالرَّجَاءُ وَغَيْرُهُمَا يَسْتَلْزِمُ الْمَحَبَّةَ وَيَرْجِعُ إلَيْهَا فَإِنَّ الرَّاجِيَ الطَّامِعَ إنَّمَا يَطْمَعُ فِيمَا يُحِبُّهُ لَا فِيمَا يُبْغِضُهُ . وَالْخَائِفُ يَفِرُّ مِنْ الْخَوْفِ لِيَنَالَ الْمَحْبُوبَ . قَالَ تَعَالَى : { أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ } الْآيَةَ . وَقَالَ { إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ } . وَ " رَحْمَتُهُ " اسْمٌ جَامِعٌ لِكُلِّ خَيْرٍ . " وَعَذَابُهُ " اسْمٌ جَامِعٌ لِكُلِّ شَرٍّ . وَدَارُ الرَّحْمَةِ الْخَالِصَةِ هِيَ الْجَنَّةُ وَدَارُ الْعَذَابِ الْخَالِصِ هِيَ النَّارُ وَأَمَّا الدُّنْيَا فَدَارُ امْتِزَاجٍ فَالرَّجَاءُ وَإِنْ تَعَلَّقَ بِدُخُولِ الْجَنَّةِ فَالْجَنَّةُ اسْمٌ جَامِعٌ لِكُلِّ نَعِيمٍ وَأَعْلَاهُ النَّظَرُ إلَى وَجْهِ اللَّهِ.
الخوف :
قال ابن القيم : فالخوف عبودية القلب فلا تصلح إلا لله [وحده] كالذل والمحبة والإنابة والتوكل والرجاء وغيرها من عبودية القلب، [فكيف] يجعل المهابة المشتركة أفضل منه وأعلى؟ وتأمل قوله تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَآئِزُونَ}* [النور: 52]، كيف جعل الطاعة لله ولرسوله، والخشية والتقوى له وحده، وقال تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ}* [الفتح: 9]، كيف جعل التوقير والتعزيز للرسول وحده، والتوقير هو التعظيم الصادر عن الهيبة والإجلال.
هذه حقيقته، فعلم أن الخوف من أجلّ مقامات الخواصّ وأنهم إليه أحوج وبه أقوم من غيرهم.{ طريق الهجرتين ، ص 527 }
قال ابن القيم في طريق الهجرتين { 410 } : والمقصود: أن الخوف من لوازم الإيمان وموجباته فلا يختلف عنه. وقال تعالى: {فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ}* [المائدة: 44].
وقد أثنى سبحانه على أقرب عباده إليه بالخوف منه، فقال عن أنبيائه بعد أن أثنى عليهم ومدحهم: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسارِعُونَ فِى الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً}* [الأنبياء: 90]، فالرغب: الرجاءُ والرغبة، والرهب: الخوف والخشية، وقال عن ملائكته الذين قد أمنهم من عذابه: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}* [النحل: 50].
وفى الصحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إنى أعلمكم بالله وأشدكم له خشية))، وفى لفظ آخر: ((إنى أخوفكم لله وأعلمكم بما أتقى))، وكان صلى الله عليه وسلم يصلى ولصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاءِ، وقد قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ}* [فاطر: 28]، فكلما كان العبد بالله أعلم كان له أخوف.
قال ابن مسعود: وكفى بخشية الله علماً. ونقصان الخوف من الله إنما هو لنقصان معرفة العبد به، فأَعرف الناس أخشاهم لله، ومن عرف الله اشتد حياؤه منه وخوفه له وحبه له، وكلما ازداد معرفة ازداد حياءً وخوفاً وحباً، فالخوف من أَجلّ منازل الطريق، وخوف الخاصة أَعظم من خوف العامة، وهم إليه أحوج، وهو بهم أَليق، ولهم ألزم. فإن العبد إما أن يكون مستقيماً أو مائلاً عن الاستقامة فإن كان مائلاً عن الاستقامة فخوفه من العقوبة على ميله، ولا يصح الإيمان إلا بهذا الخوف .
و الخوف وهو ينشأ من ثلاثة أُمور:
أحدها: معرفته بالجناية وقبحها.
والثانى: تصديق الوعيد وأن الله رتب على المعصية عقوبتها.
والثالث: أنه لا يعلم لعله يمنع من التوبة ويحال بينه وبينها إذا ارتكب الذنب. فبهذه الأمور الثلاثة يتم له الخوف، وبحسب قوتها وضعفها تكون قوة الخوف وضعفه.
الحامل على الذنب :
قال ابن القيم: فإن الحامل على الذنب إما أن يكون عدم علمه بقبحه، وإما عدم علمه بسوءِ عاقبته، وإما أن يجتمع له الأمران لكن يحمله عليه اتكاله على التوبة، وهو الغالب من ذنوب أهل الإيمان، فإذا علم قبح الذنب وعلم سوءَ مغبته وخاف أن لا يفتح له باب التوبة بل يمنعها ويحال بينه وبينها اشتد خوفه. هذا قبل الذنب، فإذا عمله كان خوفه أشد. { نفس المصر السابق } .
أقسام الخوف :
والخوف ثلاثة أنواع:
النوع الأول: خوف طبيعي كخوف الإنسان من السبع والنار والغرق وهذا لا يلام عليه العبد قال الله تعالى عن موسى عليه الصلاة والسلام: ((فأصبح في المدينة خائفاً يترقب)) {سورة القصص، الآية: 18} لكن إذا كان هذا الخوف سبباً لترك واجب أو فعل محرم كان حراماً ؛ لأن ما كان سبباً لترك واجب أو فعل محرم فهو حرام ودليل قوله تعالى: ((فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين)) {سورة آل عمران، الآية: 175} .
والخوف من الله تعالى يكون محموداً ، ويكون غير محموداً .
فالمحمود ما كانت غايته أن يحول بينك وبين معصية الله بحيث يحملك على فعل الواجبات وترك المحرمات، فإذا حصلت هذه الغاية سكن القلب واطمأن وغلب عليه الفرح بنعمة الله، والرجاء لثوابه.
وغير المحمود ما يحمل العبد على اليأس من روح الله والقنوط وحينئذ يتحسر العبد وينكمش وربما يتمادى في المعصية لقوة يأسه.
النوع الثاني: خوف العبادة أن يخاف أحداً يتعبد بالخوف له فهذا لا يكون إلا لله تعالى. وصرفه لغير الله تعالى شرك أكبر.
النوع الثالث: خوف السر كأن يخاف صاحب القبر ، أو ولياً بعيداً عنه لا يؤثر فيه لكنه يخافه مخافة سر فهذا أيضاً ذكره العلماء من الشرك. { شرح ثلاثة الأصول للشيخ العثيمين }
النوع الأول: خوف طبيعي كخوف الإنسان من السبع والنار والغرق وهذا لا يلام عليه العبد قال الله تعالى عن موسى عليه الصلاة والسلام: ((فأصبح في المدينة خائفاً يترقب)) {سورة القصص، الآية: 18} لكن إذا كان هذا الخوف سبباً لترك واجب أو فعل محرم كان حراماً ؛ لأن ما كان سبباً لترك واجب أو فعل محرم فهو حرام ودليل قوله تعالى: ((فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين)) {سورة آل عمران، الآية: 175} .
والخوف من الله تعالى يكون محموداً ، ويكون غير محموداً .
فالمحمود ما كانت غايته أن يحول بينك وبين معصية الله بحيث يحملك على فعل الواجبات وترك المحرمات، فإذا حصلت هذه الغاية سكن القلب واطمأن وغلب عليه الفرح بنعمة الله، والرجاء لثوابه.
وغير المحمود ما يحمل العبد على اليأس من روح الله والقنوط وحينئذ يتحسر العبد وينكمش وربما يتمادى في المعصية لقوة يأسه.
النوع الثاني: خوف العبادة أن يخاف أحداً يتعبد بالخوف له فهذا لا يكون إلا لله تعالى. وصرفه لغير الله تعالى شرك أكبر.
النوع الثالث: خوف السر كأن يخاف صاحب القبر ، أو ولياً بعيداً عنه لا يؤثر فيه لكنه يخافه مخافة سر فهذا أيضاً ذكره العلماء من الشرك. { شرح ثلاثة الأصول للشيخ العثيمين }
الرجاء :
قال ابن القيم في مدارج السالكين { 2/ 35 } : الرجاء حاد يحدو القلوب إلى بلاد المحبوب وهو الله والدار الآخرة ويطيب لها السير وقيل : هو الاستبشار بجود وفضل الرب تبارك وتعالى والارتياح لمطالعة كرمه سبحانه وقيل : هو الثقه بجود الرب تعالى.
و قال أيضا: ولهذا أجمع العارفون على أن الرجاء لا يصح إلا مع العمل قال شاه الكرماني : علامة صحة الرجاء : حسن الطاعة
والرجاء ثلاثة أنواع :
نوعان محمودان ونوع غرور مذموم
فالأولان : رجاء رجل عمل بطاعة الله على نور من الله فهو راج لثوابه ورجل أذنب ذنوباثم تاب منها فهو راج لمغفرة الله تعالى وعفوه وإحسانه وجوده وحلمه وكرمه
والثالث : رجل متماد في التفريط والخطايا يرجو رحمة الله بلا عمل فهذا هو الغرور والتمني والرجاء الكاذب . { نفس المصدر السابق}
قال ابن تيمية : ولهذا ينبغي للعبد أن لا يعلق رجاءه إلا بالله ولا يخاف من الله أن يظلمه فإن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون بل يخاف أن يجزيه بذنوبه وهذا معنى ما روي عن علي رضي الله عنه أنه قال : لا يرجون عبد إلا ربه ولا يخافن إلا ذنبه
وفي الحديث المرفوع : إلى النبي صلى الله عليه و سلم : [ أنه دخل على مريض فقال : كيف تجدك ؟ فقال أرجو الله وأخاف ذنوبي فقال : ما اجتمعا في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وآمنه مما يخاف ]
فالرجاء ينبغي أن يتعلق بالله ولا يتعلق بمخلوق ولا بقوة العبد ولا عمله فإن تعليق الرجاء بغير الله إشراك وإن كان الله قد جعل لها أسبابا فالسبب لا يستقل بنفسه بل لا بد له من معاون ولا بد أن يمنع المعارض المعوق له وهو لا يحصل ويبقى إلا بمشيئة الله تعالى. { الفتاوى الكبرى ، ج5 / 213 }
فائدة : قال ابن تيمية في المجموع { 4 / 33 }: وَكُلٌّ مِنْ الرَّجَاءِ وَالْخَوْفِ مُسْتَلْزِمٌ لِلْآخَرِ .
المحبة :
تعريف المحبة وحدُّها:
قال ابن القيم -رحمه الله -: " لا تُحَدُّ المحبةُ بحدٍّ أوضحَ منها؛ فالحدود لا تزيدها إلا خفاءً، وجفاءً، فحدُّها وُجُودُها، ولا توصف المحبة بوصفٍ أظهرَ من المحبة.
وإنما يتكلم الناس في أسبابها، وموجباتها، وعلاماتها، وشواهدها، وثمراتها، وأحكامها؛ فحدودهم، ورسومهم دارت على هذه الستة، وتنوعت بهم العبارات، وكثرت الإشارات بحسب إدراك الشخص، ومقامه، وحاله، ومِلْكِهِ للعبارة " [مدارج السالكين 3/11].
قال ابن القيم -رحمه الله -: " لا تُحَدُّ المحبةُ بحدٍّ أوضحَ منها؛ فالحدود لا تزيدها إلا خفاءً، وجفاءً، فحدُّها وُجُودُها، ولا توصف المحبة بوصفٍ أظهرَ من المحبة.
وإنما يتكلم الناس في أسبابها، وموجباتها، وعلاماتها، وشواهدها، وثمراتها، وأحكامها؛ فحدودهم، ورسومهم دارت على هذه الستة، وتنوعت بهم العبارات، وكثرت الإشارات بحسب إدراك الشخص، ومقامه، وحاله، ومِلْكِهِ للعبارة " [مدارج السالكين 3/11].
اقسام المحبة :
الأول : محبة الله ولا تكفي وحدها في النجاة من عذاب الله والفوز بثوابه فإن المشركين وعباد الصليب واليهود وغيرهم يحبون الله .
الثاني : محبة ما يحب الله وهذه هي التي تدخله في الإسلام وتخرجه من الكفر وأحب الناس إلى الله أقومهم بهذه المحبة وأشدهم فيها .
الثالث : الحب لله وفيه وهي من لوازم محبة ما يحب الله ولا يستقيم محبة ما يحب الله إلا بالحب فيه وله .
الرابع : المحبة مع الله وهى المحبة الشركية وكل من أحب شيئا مع الله لا لله ولا من أجله ولا فيه فقد اتخذه ندا من دون الله
وهذه محبة المشركين .
وبقى قسم خامس ليس مما نحن فيه وهى المحبة الطبيعية
وهي ميل الإنسان إلى ما يلائم طبعه كمحبة العطشان لماء والجائع للطعام ومحبة النوم والزوجة والولد فتلك لا تذم
إلا إن ألهت عن ذكر الله وشغلته عن محبته
كما قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله )
وقال تعالى : ( رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله )
الجواب الكافي 1/134 .
الأسباب الجالبة لمحبة الله:
1 قراءة القرآن بالتدبر، والتفهم لمعانيه، وما أريد به.
2التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض.
3 دوامُ ذكرِ الله على كل حال باللسان، والقلب، والعمل، والحال.
4إيثارُ محابِّ الله على محابِّ النفس عند غلبات الهوى.
5 مطالعة القلب لأسماء الله وصفاته، ومشاهدتها، ومعرفتها.
6 مشاهدة برِّه، وإحسانه، وآلائه، ونعمه الظاهرة، والباطنة.
7 إنكسار القلب بكلِّيته بين يدي الله - تعالى -.
8 الخلوة بالله وقتَ النزولِ الإلهي؛ لمناجاته، وتلاوة كلامه، والوقوف بالقلب، والتأدب بآداب العبودية بين يديه، ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة.
9 مجالسة المحبين الصادقين، والتقاط أطايب ثمرات كلامهم كما ينتقى أطايبُ الثمر، وألا تتكلم إلا إذا ترجحت مصلحة الكلام، وعَلِمْتَ أن فيه مزيدًا لحالك، ومنفعة لغيرك.
10 مباعدةُ كلِّ سببٍ يحول بين القلب، وبين الله - عز وجل -.
{انظر: مدارج السالكين 3/18 – 19
1 قراءة القرآن بالتدبر، والتفهم لمعانيه، وما أريد به.
2التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض.
3 دوامُ ذكرِ الله على كل حال باللسان، والقلب، والعمل، والحال.
4إيثارُ محابِّ الله على محابِّ النفس عند غلبات الهوى.
5 مطالعة القلب لأسماء الله وصفاته، ومشاهدتها، ومعرفتها.
6 مشاهدة برِّه، وإحسانه، وآلائه، ونعمه الظاهرة، والباطنة.
7 إنكسار القلب بكلِّيته بين يدي الله - تعالى -.
8 الخلوة بالله وقتَ النزولِ الإلهي؛ لمناجاته، وتلاوة كلامه، والوقوف بالقلب، والتأدب بآداب العبودية بين يديه، ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة.
9 مجالسة المحبين الصادقين، والتقاط أطايب ثمرات كلامهم كما ينتقى أطايبُ الثمر، وألا تتكلم إلا إذا ترجحت مصلحة الكلام، وعَلِمْتَ أن فيه مزيدًا لحالك، ومنفعة لغيرك.
10 مباعدةُ كلِّ سببٍ يحول بين القلب، وبين الله - عز وجل -.
{انظر: مدارج السالكين 3/18 – 19
شروط قبول العبادة
قال شيخ الإسلام : العبادة لها أصلان ( شرطان للقبول ) : ــ
أ ) الإخلاص : وهو أن لا يعبد إلا الله تعالى . أي لا يبتغي في عبادته سوى مرضاة الله .
ب) الاتباع : وهو أن لا يعبد الله إلا بما شرع سبحانه من العبادات .
فما كان من البدع التي ليست في القرآن ولا في صحيح السنة فإنها وإن قالها من قالها وعمل بها من عمل ليست مشروعة فإن الله لا يحبها ولا رسوله صلى الله عليه وسلم فلا تكون من الحسنات ولا من العمل الصالح) العبودية ص 41 (
قال شيخ الإسلام : العبادة لها أصلان ( شرطان للقبول ) : ــ
أ ) الإخلاص : وهو أن لا يعبد إلا الله تعالى . أي لا يبتغي في عبادته سوى مرضاة الله .
ب) الاتباع : وهو أن لا يعبد الله إلا بما شرع سبحانه من العبادات .
فما كان من البدع التي ليست في القرآن ولا في صحيح السنة فإنها وإن قالها من قالها وعمل بها من عمل ليست مشروعة فإن الله لا يحبها ولا رسوله صلى الله عليه وسلم فلا تكون من الحسنات ولا من العمل الصالح) العبودية ص 41 (
اقسام العبادة
أولا: من حيث نوع العمل:
عبادات بدنية :كالصوم والصلاة وقراءة القرآن والذكر.1
عبادات مالية: كالزكاة, والوفاء بالنذر.2
عبادات بدنية ومالية في نفس الوقت كالحج3
{ شرح العقيدة الطحاوية لابن ابي العز ، ج 1 / ص 511 – 516 }
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق